Menu
Articlophile NL

Articlophile NL
16 Janvier 2025 | مدونة المَقالاتيّ

موخيكا: عندما يكتب الزهد قصة رئيس استثنائي





في لحظة تأملية تجمع بين الحكمة والوداع، يقف خوسيه موخيكا، ذلك الرجل الاستثنائي الذي لقب بأفقر رئيس في العالم، على عتبة مرحلة جديدة من رحلته الفلسفية مع الحياة. فها هو في عامه التسعين، يواجه مصيره بشجاعة وسكينة، معلناً إصابته بمرض السرطان المنتشر في كبده، في مشهد يجسد فلسفته العميقة في مواجهة الحياة والموت.

لم تكن حياة موخيكا مجرد سيرة رئيس عادي، بل كانت ملحمة إنسانية في الزهد والتواضع. فخلال سنوات رئاسته للأوروغواي، رسم نموذجاً فريداً في القيادة، متخلياً عن تسعين بالمئة من راتبه لصالح المحتاجين والمشاريع الناشئة. كان يقود سيارته المتواضعة، فولكس فاغن قديمة، ويعيش في منزل بسيط، رافضاً بذلك كل مظاهر الأبهة والترف التي عادة ما تحيط برؤساء الدول.

وها هو اليوم، في مواجهته الأخيرة مع الحياة، يختار أن يُدفن في أرض منزله البسيط، في رسالة تؤكد أن الإنسان لا يحتاج إلى القصور ليخلد ذكراه. وفي وصيته الأخيرة، يقدم موخيكا للبشرية خلاصة تجربته الفلسفية في الحياة، محذراً من سراب المادية الذي يستعبد الإنسان ويسلبه جوهر وجوده.

يدعونا موخيكا، في رسالته الأخيرة، إلى إعادة اكتشاف معنى السعادة الحقيقية، تلك التي لا تقاس بالثروة ولا بالمناصب، بل بعمق العلاقات الإنسانية وببساطة العيش. إنه درس عميق في فن الحياة، يقدمه رجل عاش كما يؤمن، وها هو يودع الحياة كما عاشها - ببساطة وحكمة وسلام.




Source : https://www.articlophile.net/articles/i/85481242/m...




              

Articlophile | المقالاتي