"الغاز يبقى مجالاً استراتيجياً يتجاوز الخلافات السياسية العابرة"
- فرانسيس بيران، مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية.
تشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية تحديات دبلوماسية متزايدة، لكن المصالح الاقتصادية المشتركة، وخاصة في قطاع الغاز، تبقى أقوى من أي توترات سياسية. فالواقع الاقتصادي يفرض نفسه بقوة في هذا المجال الحيوي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لا كروا" الفرنسية في 17 يناير 2025، فإن الجزائر تمثل 13% من واردات فرنسا من الغاز، مما يجعلها رابع أكبر مورد للغاز إلى فرنسا، بعد النرويج والولايات المتحدة وروسيا.
وعلى الرغم من التكهنات حول مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، يؤكد الخبراء أن إلغاء العقود طويلة الأمد أمر صعب للغاية، ويمكن أن يؤدي إلى عقوبات مالية كبيرة. وتجدر الإشارة إلى أن شركتي Engie وTotalEnergies الفرنسيتين تحافظان على حضور قوي في السوق الجزائري.
وتتجه الجزائر، سادس أكبر مصدر للغاز في العالم، بشكل متزايد نحو أسواق جديدة في وسط أوروبا، حيث وقعت اتفاقيات توريد مع ألمانيا وكرواتيا وجمهورية التشيك وسلوفينيا. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي من اعتماده على الغاز الروسي بحلول عام 2027.
وتمتلك الجزائر قدرات تصديرية كبيرة عبر خط أنابيب Transmed ومحطات تسييل الغاز، حيث بلغ إنتاجها العام الماضي 104 مليار متر مكعب، تصدر نصفها تقريباً. كما تتطلع البلاد إلى استغلال احتياطياتها الضخمة من الغاز الصخري، وقد بدأت بالفعل مناقشات مع شركتي ExxonMobil وChevron الأمريكيتين لاستكشاف هذه الموارد.
Source : https://aljanoubiya.articlophile.com/articles/i/85...