يقف مسجد باريس الكبير شامخاً في قلب الحي اللاتيني بالعاصمة الفرنسية، ليروي قصة فريدة من نوعها عن التراث الإسلامي في أوروبا. شُيد هذا الصرح المعماري الفريد على مساحة 7500 متر مربع بين عامي 1922 و1926، ليكون أول وأقدم مسجد في العاصمة الفرنسية.
يتميز المسجد بطرازه المعماري الأندلسي المغربي الأصيل، حيث تم استقدام مئات الحرفيين المغاربة من فاس ومكناس لتنفيذ أعمال الزليج والنقوش والزخارف التقليدية. وترتفع مئذنته المهيبة إلى 33 متراً، مستوحاة في تصميمها من مئذنة جامع الزيتونة في تونس.
تم تدشين المسجد رسمياً في 15 يوليو 1926 في حفل مهيب حضره الرئيس الفرنسي غاستون دوميرغ والسلطان المغربي مولاي يوسف. وقد جاء بناؤه تكريماً لمئات الآلاف من الجنود المسلمين الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى.
يضم المسجد، إلى جانب قاعة الصلاة المزخرفة بأروع النقوش والخطوط العربية، حديقة غناء تمتد على مساحة 3500 متر مربع مستوحاة من حدائق قصر الحمراء في غرناطة. كما يحتوي على مكتبة ومدرسة وقاعة للمؤتمرات ومطعماً ومقهى تقليدياً وحماماً على الطراز الشرقي.
وفي عام 1983، تم تسجيل المسجد في قائمة المعالم التاريخية الفرنسية، ليصبح بذلك أحد أهم المعالم الثقافية والدينية في باريس. واليوم، يستقبل المسجد الزوار من مختلف الأديان والجنسيات، ليكون جسراً للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب في قلب العاصمة الفرنسية.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/85528027/...