يشهد الوضع في الجزائر منعطفاً خطيراً مع اعتقال الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، مما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى توجيه انتقادات حادة للحكومة الجزائرية. وفي خطاب ألقاه أمام السفراء الفرنسيين في قصر الإليزيه، صرح ماكرون بأن "الجزائر تدخل في مسار يجلب لها العار".
وقد تم توقيف صنصال البالغ من العمر 75 عاماً في 16 نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة بتهمة "المساس بأمن الدولة" استناداً إلى المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري، في خطوة تعكس تصاعد القمع ضد حرية التعبير في البلاد.
ولا تقتصر هذه الحملة القمعية على صنصال وحده، بل تمتد لتشمل مثقفين وصحفيين وفنانين آخرين. فقد تم منع رواية "حور" للكاتب كمال داود الحائز على جائزة غونكور من معرض الجزائر الدولي للكتاب، كما تتعرض دار النشر "كوكو" لضغوط قضائية متزايدة.
وفي موقف لافت، وصف ماكرون صنصال بأنه "مناضل من أجل الحرية"، مطالباً بإطلاق سراحه فوراً، خاصة مع تدهور حالته الصحية. في المقابل، رد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوصف صنصال بـ"المحتال" الذي أرسلته فرنسا، مما يعكس عقلية السلطة المتوجسة.
وتكشف هذه القضية عن هشاشة العلاقات الفرنسية-الجزائرية التي تعاني أصلاً من توترات تاريخية وجيوسياسية. كما تفضح تناقضات النظام الجزائري الذي يدّعي حماية السيادة الوطنية بينما ينتهك الحقوق الأساسية لمواطنيه.
إن اعتقال صنصال وقمع الأصوات المعارضة في الجزائر يمثل انتهاكاً صارخاً للقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، مما يستدعي موقفاً دولياً موحداً للضغط من أجل إطلاق سراح صنصال وجميع سجناء الرأي.
Source : https://aljanoubiya.articlophile.com/articles/i/85...