يتساءل الكثيرون عن سبب عدم شن تنظيمات مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجمات ضد إسرائيل. يكشف تحليل للواقع الجيوسياسي في المنطقة عن عدة عوامل رئيسية تفسر هذا الموقف.
يشير خبراء الشؤون الاستراتيجية إلى أن داعش قد أوضح في منشوراته أن مواجهة إسرائيل لا تمثل أولوية في استراتيجيته الحالية. فالتنظيم يركز على تأسيس ما يسميه "الخلافة الإسلامية" من خلال إضعاف الدول العربية والإسلامية التي يعتبرها "مرتدة" قبل التفكير في مواجهة إسرائيل.
وفي السياق الجيوسياسي، تشير تقارير إعلامية وتحليلات استراتيجية إلى وجود دعم إسرائيلي غير مباشر لبعض الجماعات المسلحة في سوريا، بما فيها جبهة النصرة، كجزء من استراتيجية موازنة النفوذ الإيراني وحزب الله في المنطقة. وقد تجلى هذا الدعم في تقديم مساعدات طبية للمقاتلين المصابين قرب الحدود الإسرائيلية، رغم تأكيد إسرائيل أن هذه المساعدات إنسانية بحتة.
ومن الملفت للنظر أن تنظيمي القاعدة وداعش لم يشنا هجمات كبيرة ضد إسرائيل على مر التاريخ. ويرى محللون أن هذه التنظيمات قد تتجنب استفزاز رد عسكري إسرائيلي مباشر قد يشتت مواردها ويصرف انتباهها عن أهدافها الرئيسية في المنطقة.
كما تلعب التنافسات الإقليمية دوراً محورياً في هذا المشهد، حيث أن أعداء إسرائيل التقليديين في المنطقة، مثل حزب الله وإيران، هم أيضاً خصوم للجماعات السنية المتطرفة مثل داعش والنصرة. هذا التعقيد في العلاقات الإقليمية يفسر جزئياً عدم تركيز هذه الجماعات على إسرائيل كهدف رئيسي.
استناداً إلى تقارير موثقة من مؤسسات بحثية معتبرة ووسائل إعلام دولية، يتضح أن هذا الموقف يعكس حسابات استراتيجية معقدة وليس مجرد صدفة أو تواطؤ كما قد يعتقد البعض. ومع ذلك، تبقى الديناميكيات على الأرض متغيرة ومعقدة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتطورات المستقبل في هذا الصدد.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84659425/l...