في تحليل نشرته صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية، يتضح أن المشهد السوري يشهد تحولاً دراماتيكياً في موازين القوى الإقليمية والدولية. فبينما تتصاعد العمليات العسكرية للمعارضة السورية، يبدو أن جميع الأطراف الفاعلة - من روسيا إلى الولايات المتحدة، ومن تركيا إلى الإمارات - تفضل بقاء نظام الأسد، ولو ضعيفاً، على سقوطه.
وتكشف التطورات الأخيرة عن معادلة معقدة، حيث تسعى القوى الإقليمية والدولية إلى إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا، لكنها في الوقت نفسه تخشى من الفراغ السياسي الذي قد يخلفه سقوط نظام الأسد. وكما يشير الباحث زياد ماجد، فإن "الإيرانيين والروس سيحاولون كبح تراجع النظام، لكن هناك مناطق أصبح فيها التغيير لا رجعة فيه".
وفي موسكو، حيث تنشغل روسيا بحربها في أوكرانيا، يبدو أن الدعم للأسد أصبح أكثر حذراً. فقد دعا الكرملين النظام إلى "استعادة النظام الدستوري"، في إشارة واضحة إلى أن الدعم الروسي لن يكون بنفس مستوى تدخل 2015.
أما تركيا، فموقفها يبدو أكثر تعقيداً. فكما يوضح جهاد يازجي، رئيس تحرير "سيريا ريبورت"، تسعى أنقرة إلى ملء الفراغ الناتج عن ضعف إيران وانشغال روسيا، دون السعي إلى إسقاط النظام. في المقابل، تبدي الإمارات العربية المتحدة قلقاً من احتمال صعود الجماعات الإسلامية، مفضلة بقاء نظام الأسد على البدائل المحتملة.
وفي واشنطن وتل أبيب، يبدو أن الوضع الراهن يلبي المصالح الاستراتيجية: نظام أسد ضعيف ونفوذ إيراني متراجع. وكما يلخص توماس بيريه، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، "الوضع الحالي يناسب إسرائيل تماماً".
"الاستقرار أفضل من التغيير غير المضمون" - هذه الحكمة تلخص موقف القوى العالمية تجاه سوريا اليوم.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84712557/l...