يمثل روبرت كينيدي جونيور ظاهرة فريدة في المشهد السياسي الأمريكي المعاصر، حيث يجسد تحولات عميقة في المجتمع الأمريكي. فمن خلال مواقفه المثيرة للجدل وخطابه السياسي المميز، أصبح شخصية محورية تعكس تيارات فكرية واجتماعية متعددة.
برز نجم كينيدي السياسي بشكل لافت في أعقاب جائحة كوفيد-19، مستفيداً من موجة الغضب الشعبي ضد الإجراءات الحكومية المشددة. وعبر انتقاده لسياسات التطعيم الإلزامية، استطاع استقطاب شريحة واسعة من الأمريكيين الذين يرون في هذه السياسات تعدياً على حرياتهم الشخصية.
ويجمع كينيدي في خطابه بين الشكوك حول اللقاحات والدعوة إلى الحريات الفردية، مما يجعله يحظى بتأييد من أطياف متنوعة من المجتمع. وقد تحول موقفه المتشكك من اللقاحات، الذي كان تاريخياً قضية غير حزبية، إلى موضوع مستقطب سياسياً.
ومن الظواهر اللافتة التي يمثلها كينيدي ما يُعرف بـ"الصحة الأدائية"، وهي توجه متنامٍ يجمع بين الشك في العلاجات المعتمدة رسمياً والحماس للمكملات الغذائية والتركيز على القوة البدنية. هذا النهج يجذب بشكل خاص الشباب المحافظين الذين يرون فيه تعبيراً عن الرجولة المعاصرة.
ويُجسد كينيدي مفارقة "النخبوية المناهضة للنخبة"، حيث يستخدم موقعه المتميز كسليل عائلة سياسية عريقة في انتقاد المؤسسات القائمة. هذا النمط يشاركه فيه شخصيات مؤثرة أخرى مثل إيلون ماسك ومارك أندريسن، الذين يقدمون أنفسهم كمعارضين للنظام رغم مكانتهم النخبوية.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84747882/r...