ثورة تكنولوجية في غرف العمليات المغربية: الروبوتات تفتح آفاقاً جديدة للعلاج

في تقرير خاص أجرته قناة يوتيوب الرسمية للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، كشف البروفيسور يونس أهلال، رئيس قسم جراحة المسالك البولية، عن إنجاز طبي غير مسبوق عالمياً حققه المغرب في مجال الجراحة الروبوتية، حيث تم إجراء عملية جراحية عن بُعد لمريض في الدار البيضاء من قبل جراح متواجد في شنغهاي. هذا التطور التكنولوجي الرائد يضع المملكة في طليعة الدول المتقدمة في مجال الجراحة عن بُعد.

يتحكم الجراح بالروبوت الجراحي المتطور من خلال وحدة تحكم خاصة، حيث يؤكد الدكتور يونس أهلال، أخصائي جراحة المسالك البولية والأورام، أن هذه التقنية توفر رؤية عالية الدقة وثلاثية الأبعاد، مما يتيح حركات جراحية أكثر دقة والوصول إلى المناطق صعبة المنال بسهولة أكبر.

يستفيد المرضى مباشرة من هذه الابتكارات التكنولوجية من خلال عمليات أقل تدخلاً في الجسم، مما يؤدي إلى تقليل الآلام بعد العملية والنزيف. كما يتعافى المرضى بشكل أسرع، مع تقليص مدة الإقامة في المستشفى، مما يسمح لهم بالعودة السريعة إلى أنشطتهم اليومية.

تفتح الجراحة عن بُعد آفاقاً جديدة للمناطق النائية أو التي تفتقر إلى التجهيزات الطبية المتطورة. أصبح بإمكان المرضى الآن الاستفادة من العمليات الجراحية المتقدمة دون الحاجة للسفر إلى المدن الكبرى. كما تسهل هذه التقنية تدريب الجراحين عن بُعد، مما يسرع من نشر المهارات الجراحية المتقدمة.

مع دمج الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، يبدو مستقبل الجراحة الروبوتية واعداً. وبينما يُنظر في إمكانية أتمتة بعض الإجراءات الجراحية بشكل كامل، يؤكد الدكتور أهلال أن دور الجراح سيظل محورياً في العملية الجراحية.

يضع هذا التطور التكنولوجي الكبير المغرب في موقع ريادي في مجال الطب الحديث. ويهدف تطوير الجراحة الروبوتية في المملكة إلى جذب الكفاءات المغربية من الخارج وتقليل حاجة المرضى للبحث عن العلاج خارج الوطن.

"التكنولوجيا تتطور، لكن اللمسة الإنسانية للجراح تبقى أساس النجاح في غرفة العمليات" - د. يونس أهلال