في خضم التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، تبرز الانتخابات السورية كنموذج يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية والإقليمية. وتكشف المعطيات الحالية عن واقع معقد يتجاوز مجرد العملية الانتخابية التقليدية.
فعندما نتأمل في الانتخابات الرئاسية السورية لعام 2021، نجد أنها أثارت تساؤلات عميقة حول طبيعة العملية الديمقراطية في البلاد. فالنظام الانتخابي يشترط حصول المرشحين على دعم 35 عضواً من مجلس الشعب، وهو شرط يصعب تحقيقه للمعارضة نظراً لهيمنة حزب البعث على المجلس.
وقد أثار هذا الوضع انتقادات دولية واسعة النطاق، حيث وصفت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هذه الانتخابات بأنها لا تلبي المعايير الدولية للانتخابات الحرة والنزيهة. كما أنها لا تندرج ضمن العملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة لحل النزاع السوري.
ويزداد المشهد تعقيداً في ظل الظروف الأمنية الراهنة، حيث تقتصر العملية الانتخابية على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، مما يحرم شريحة كبيرة من السوريين، بمن فيهم ملايين اللاجئين في الخارج، من المشاركة في هذه العملية.
وفي المقابل، تسعى الحكومة السورية لتقديم هذه الانتخابات كدليل على استقرار البلاد وعودتها إلى الحياة الطبيعية. غير أن المجتمع الدولي والمعارضة يرون في هذه الخطوة محاولة لإضفاء الشرعية على الوضع القائم، خاصة مع النتائج التي تظهر فوزاً بنسب تتجاوز 95% من الأصوات.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84659231/t...