كشف الجيش السوداني أن مئات المقاتلين الكولومبيين السابقين يقاتلون مع قوات الدعم السريع، مما يضيف بعداً دولياً جديداً للصراع في السودان.
في مقطع فيديو مؤثر، ظهرت وثائق شخصية تعود لجندي كولومبي يدعى كريستيان لومبانا مونكايو، من بينها جواز سفره ورسالة مؤثرة من طفل يعبر فيها عن حبه لوالده. هذه اللقطات تكشف الجانب الإنساني المؤلم لظاهرة المرتزقة العالمية.
وفقاً لتقارير إعلامية موثوقة، يقدر عدد العسكريين الكولومبيين السابقين المشاركين في النزاع السوداني بحوالي 300 شخص. هؤلاء الجنود، الذين تقاعد معظمهم من الخدمة العسكرية في بلادهم، وجدوا أنفسهم في خضم صراع لا علاقة لهم به، مدفوعين بوعود كاذبة بفرص عمل آمنة ورواتب مغرية.
الظاهرة ليست جديدة. فمنذ عقود، يشارك الجنود الكولومبيون السابقون في نزاعات دولية مختلفة، من أفغانستان إلى العراق وأوكرانيا. السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة هو مزيج من الخبرة العسكرية العالية التي اكتسبوها خلال الصراع الداخلي في كولومبيا، والرواتب التقاعدية المنخفضة التي يتلقونها في بلادهم.
دور الإمارات العربية المتحدة في هذه القضية يثير تساؤلات عديدة. فرغم نفيها القاطع لأي علاقة بالصراع السوداني، إلا أن تقريراً للأمم المتحدة يشير إلى احتمال دعمها لقوات الدعم السريع. العديد من الجنود الكولومبيين تم توظيفهم من خلال شركات لها صلات بالإمارات، حيث وعدوا بوظائف أمنية في دبي وأبوظبي، لينتهي بهم المطاف في ساحات القتال السودانية.
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو دعا إلى إيجاد حل لهذه المشكلة، مطالباً وزارة الخارجية بالعمل على إعادة مواطنيه الذين تم خداعهم. لكن المشكلة أعمق من مجرد إجراءات دبلوماسية، إذ تتطلب إصلاحات جذرية في سياسات رعاية المحاربين القدامى في كولومبيا.
"الحرب ليست تجارة، والدم ليس سلعة للبيع" - هذه الكلمات تلخص مأساة مئات العسكريين الكولومبيين الذين وجدوا أنفسهم في قلب صراع لا يعنيهم، ضحايا للفقر والخداع والطموحات الجيوسياسية.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84727140/k...