أثار قطع الميكروفون عن النائب التركي إيرول دورا في البرلمان، عندما حاول التحدث بلغته الآرامية الأم، موجة من الجدل حول حقوق الأقليات اللغوية في تركيا. دورا، الذي يُعد أول نائب مسيحي في البرلمان التركي منذ عام 1960، يتقن عدة لغات منها التركية والكرمانجية والإنجليزية والأرمنية، إضافة إلى لغته الأم الآرامية الوسطى الحديثة (طوريو).
يعكس هذا الحادث الوضع المعقد للغة الآرامية في تركيا المعاصرة، حيث تواجه قيوداً كبيرة في المجال العام والمؤسسات الرسمية. وتزداد أهمية هذه القضية عندما نعلم أن اللغة الآرامية تعتبر من أقدم اللغات الحية في العالم، وهي قريبة من اللغة التي تحدث بها السيد المسيح.
شهد المجتمع السرياني المسيحي في تركيا تحولات جذرية على مر القرن الماضي، إذ تناقصت أعداده بشكل دراماتيكي من حوالي 200,000 شخص في بداية القرن العشرين إلى ما يقارب 2,500 شخص فقط في منطقة طور عابدين. ولم تحظَ هذه الأقلية بالحماية القانونية في معاهدة لوزان لعام 1923، التي تضمن حقوق بعض الأقليات في تركيا.
رغم هذه التحديات، ما زالت اللغة الآرامية حية في المجتمع السرياني المسيحي، حيث يستخدمونها في حياتهم الخاصة وطقوسهم الدينية في شكلها المعروف باسم "سوريو". وقد تركت هذه اللغة العريقة بصمتها على تطور العديد من لغات المنطقة، بما فيها العبرية والعربية والفارسية.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/85116388/...