الذكاء الاصطناعي يغير وجه الحرب الحديثة

في عصر التحول الرقمي السريع، يبرز الذكاء الاصطناعي كقوة مؤثرة في تشكيل مستقبل الحروب والنزاعات العسكرية. وفي هذا السياق، تكشف الباحثة لور دو روسي-روشغوند في كتابها الجديد "الحرب في عصر الذكاء الاصطناعي" عن التحديات والمخاطر التي تواجه البشرية مع تزايد اعتماد الجيوش على الأنظمة الذكية.

يشهد العالم اليوم تحولاً جذرياً في طبيعة الحروب مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى ساحات المعارك. فمن الطائرات المسيرة ذاتية التحكم إلى أنظمة الاستهداف المتطورة، أصبحت هذه التقنيات جزءاً لا يتجزأ من الترسانة العسكرية الحديثة.

وتؤكد روشغوند أن التحدي الأكبر يكمن في مسألة السيطرة البشرية على القوة. فمع تسارع وتيرة المعارك وتعقيد عمليات صنع القرار، يتضاءل دور العنصر البشري في التحكم المباشر بالأسلحة. وهذا يثير مخاوف جدية حول المساءلة القانونية والأخلاقية في حالة وقوع انتهاكات أو أخطاء.

كما يبرز تحدٍ آخر يتمثل في ظاهرة "الصندوق الأسود" للخوارزميات، حيث يصعب حتى على المطورين أنفسهم فهم كيفية توصل الآلة إلى قراراتها. وفي سياق عسكري، قد يؤدي هذا إلى اتخاذ قرارات مصيرية دون فهم كامل لأسبابها أو تداعياتها.

وفي ظل غياب إطار قانوني دولي واضح لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، تتزايد المخاوف من سباق تسلح جديد قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي. فالتكنولوجيا المتاحة بسهولة نسبية تجعل من الصعب مراقبة وضبط انتشارها.

ومع ذلك، تبقى هناك فرصة للمجتمع الدولي لوضع ضوابط وقواعد تحكم استخدام هذه التقنيات قبل فوات الأوان. فكما نجحنا سابقاً في تنظيم أسلحة الدمار الشامل والألغام المضادة للأفراد، يمكننا اليوم العمل على إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي العسكري.