الذكاء الاصطناعي: الحقيقة المخفية وراء التكنولوجيا

خلف الستار المبهر للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتطورة، تكمن حقيقة مختلفة تماماً عما يتخيله معظم الناس. فبدلاً من الأنظمة المستقلة ذاتياً، يعتمد هذا القطاع على جيش من العمال البشريين، معظمهم في إفريقيا وآسيا، يقومون بمهام أساسية لتشغيل وتحسين هذه التقنيات.

"التكنولوجيا قد تبدو سحرية، لكن خلف كل خوارزمية ذكية يوجد بشر حقيقيون يستحقون الاعتراف والتقدير" - سارة إنرايت، مديرة المشروع في التحالف العالمي للتأثير المصدري.

وكما كشف تقرير نشره موقع Clubic الفرنسي المتخصص في التكنولوجيا، فإن غالبية أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية هي في الواقع أدوات تمييز بسيطة نسبياً، تتطلب تدخلاً بشرياً مستمراً لتعمل وتتحسن. فمنصات مثل Mechanical Turk التابعة لأمازون توظف آلاف العمال الذين يؤدون مهاماً متكررة كتكرار العبارات وفرز الصور.

هؤلاء العمال، الذين يتقاضون أجوراً متدنية لا تتجاوز 1.5 دولار في الساعة، يتعرضون لظروف عمل صعبة. ولعل أبرز مثال على ذلك قضية دانيال موتاونج، مراقب المحتوى السابق، الذي رفع دعوى قضائية ضد شركة ميتا وشريكها Sama، متهماً إياهما بالعمل القسري والاتجار بالبشر.

وتكشف هذه الحالة عن سلسلة توريد عالمية غير متوازنة، حيث يأتي الطلب بشكل رئيسي من دول الشمال بينما تتركز القوى العاملة في دول الجنوب. هذا النظام يديم التفاوتات الاقتصادية الكبيرة، حيث يجد العمال أنفسهم محرومين من فرص التطور المهني والتنمية الوظيفية.

يوصي الخبراء بعدة حلول لتحسين هذا الوضع، منها زيادة الشفافية من شركات التكنولوجيا، وتحسين ظروف العمل والأجور، وتوفير التدريب الذي يمكّن العمال من المساهمة بشكل أكثر تأهيلاً في تطوير الذكاء الاصطناعي. كما يقترحون ضرورة إعلام كل من يشارك في تدريب الذكاء الاصطناعي بمساهمته وتعويضه بشكل عادل.