الجزائر تغلق آخر معاقل المسيحية البروتستانتية

تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الإجراءات المتخذة ضد المسيحيين في الجزائر، حيث أغلقت السلطات جميع الكنائس البروتستانتية الإنجيلية البالغ عددها 47 كنيسة، في خطوة غير مسبوقة تثير مخاوف جدية حول مستقبل الحريات الدينية في البلاد. وقد طال هذا الإغلاق حتى الكنائس التي كانت لا تزال تمارس نشاطها حتى مايو من العام الماضي.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 15 يناير 2025، فإن الوضع بات أكثر تعقيداً للمسيحيين الإنجيليين في الجزائر، حيث تم الحكم على القس يوسف أورحمان، نائب رئيس الكنيسة البروتستانتية الجزائرية، بالسجن لمدة عام كامل لمجرد إقامته "عبادة غير مصرح بها".

ويواجه حوالي 60,800 مسيحي إنجيلي جزائري، إضافة إلى 42,900 من الخمسينيين، صعوبات متزايدة في ممارسة شعائرهم الدينية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإجراءات تستهدف بشكل خاص الكنائس البروتستانتية التي يرتادها جزائريون تحولوا عن الإسلام، في حين تواصل الكنائس الكاثوليكية، التي يقتصر مرتادوها على الأجانب المقيمين وعددهم 7000 شخص، نشاطها بشكل طبيعي.

وقد اضطر المسيحيون البروتستانت إلى ممارسة شعائرهم سراً، في ظل تشديد السلطات لقبضتها الأمنية. كما يواجه نحو عشرين مسيحياً متحولاً إجراءات قضائية في الوقت الحالي. وتمثل هذه التطورات نهاية حقبة كانت فيها الجزائر البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي يسمح للمتحولين إلى المسيحية بإقامة كنائسهم الخاصة.