في لحظة فارقة من تاريخ التكنولوجيا الرقمية، وقف دوغ إنغلبارت في معهد ستانفورد للأبحاث في التاسع من ديسمبر 1968، ليقدم عرضاً تقنياً أصبح يُعرف لاحقاً باسم "أم كل العروض التقنية". كان هذا العرض نقطة تحول في تاريخ الحوسبة، حيث قدم إنغلبارت نظام oN-Line-System (NLS)، في مشهد أشبه بالمعجزة التقنية آنذاك.
لم يكن إنغلبارت مجرد مبتكر تقني، بل كان صاحب رؤية مستقبلية ثاقبة. فعلى عكس جون مكارثي الذي كان يطور الذكاء الاصطناعي في مختبر آخر بجامعة ستانفورد، آمن إنغلبارت بفكرة مختلفة تماماً. لم يكن هدفه خلق آلات ذكية، بل تطوير أدوات تقنية تعزز قدرات البشر وذكائهم.
تشارك إنغلبارت هذه الرؤية مع جوزيف ليكلايدر، مدير ARPA-IPTO، حيث اعتبرا الحواسيب بمثابة أطراف اصطناعية تعزز القدرات البشرية. كان هدفهما تطوير أنظمة تسمح بتخزين المعلومات وتبادلها بسهولة، مع واجهات تفاعل بسيطة تمكن من تعزيز الذكاء الفردي والجماعي.
هذه الرؤية الثورية، التي جمعت بين الفكر التقني والفلسفة الإنسانية، شكلت الأساس لما نعرفه اليوم بالثقافة الرقمية. كانت هذه اللحظة التاريخية في ستانفورد بداية لعصر جديد، حيث أصبحت التكنولوجيا أداة لتمكين البشر وتعزيز قدراتهم، وليست مجرد آلات تحل محلهم.
Source : https://www.articlophile.net/alaol/i/85590018/alth...