أثار اعتقال الروائي بوعلام صنصال في مطار الجزائر جدلاً واسعاً، وفقاً لما كشفه المؤرخ برنار لوغان في موقع "لو360" المغربي. الحادث، الذي وقع في 16 نوفمبر 2024، يعكس توتر العلاقات المغربية الجزائرية والجدل المستمر حول الحدود التاريخية في المنطقة.
وجهت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب تهمة "المساس بالوحدة الترابية للوطن" إلى صنصال، وهي تهمة خطيرة قد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد وفقاً للمادة 87 من قانون العقوبات الجزائري. جاء هذا الاتهام على خلفية تصريحات أدلى بها الكاتب في مقابلة صحفية في 2 أكتوبر 2024، حيث أشار إلى أن المنطقة الغربية من الجزائر كانت تاريخياً جزءاً من المغرب قبل الاستعمار الفرنسي.
وفقاً للوثائق التاريخية التي استند إليها لوغان، كان المغرب قبل الحقبة الاستعمارية يمثل القلب السياسي والديني والاقتصادي والتجاري للمنطقة الغربية الصحراوية بأكملها. وكان نفوذه يمتد إلى ما وراء تاغانت، مع سيطرة على الطرق التجارية الرئيسية والمراكز الحضرية في الصحراء الغربية.
أثار اعتقال صنصال موجة من الاستنكار الدولي، خاصة في فرنسا حيث وصف وزير الخارجية الفرنسي الاعتقال بأنه "غير مقبول" و"لا أساس له". كما دعت شخصيات سياسية وثقافية فرنسية إلى الإفراج الفوري عنه، معتبرين الأمر انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير.
تأتي هذه القضية في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية مهمة، مع تزايد الدعم الدولي للموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية، مما يزيد من عزلة الجزائر دبلوماسياً. ويبدو أن السلطات الجزائرية تتخذ موقفاً متشدداً للدفاع عما تعتبره تهديداً لسيادتها الوطنية.
إن قضية بوعلام صنصال تتجاوز كونها مجرد اعتقال كاتب لتصبح مرآة تعكس تعقيدات العلاقات المغاربية المعاصرة، وتطرح تساؤلات عميقة حول حدود حرية التعبير في سياق إقليمي متوتر، حيث يتداخل التاريخ مع السياسة في نسيج معقد من المصالح والصراعات.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84557441/a...