يتزايد النقاش في الأوساط العلمية والفلسفية حول فرضية مثيرة للجدل: هل نحن نعيش في محاكاة حاسوبية متقنة؟ وفقاً لدراسات حديثة نشرتها مجلة "ساينتفيك أمريكان"، تكتسب هذه النظرية اهتماماً متزايداً في ظل التطور المذهل للذكاء الاصطناعي وتقنيات المحاكاة.
يشير البروفيسور إريك شميت، في محاضرته الشهيرة بجامعة ستانفورد، إلى أن التقدم التكنولوجي المتسارع يجعل فكرة المحاكاة المتقنة أكثر واقعية مما نتصور. فمع تطور القدرات الحاسوبية وتقنيات الواقع الافتراضي، أصبح من الممكن نظرياً تصور إنشاء عوالم افتراضية تحاكي واقعنا بدقة مذهلة.
لكن الباحثين زوهار رينجل وديمتري كورفيزيني يقدمان في دراستهم المنشورة في مجلة "نيتشر فيزيكس" حجة قوية مضادة. فوفقاً لحساباتهم، تتطلب محاكاة حفنة من الإلكترونات وفق قوانين ميكانيكا الكم موارد حاسوبية تفوق ما هو متوفر في الكون بأكمله. هذا الاكتشاف يضع تحدياً جوهرياً أمام نظرية المحاكاة.
وفي سياق متصل، يؤكد علماء الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن تعقيد الكون على المستوى الكمي يجعل فكرة المحاكاة الشاملة غير واقعية من الناحية العملية. فالتفاعلات الكمية المعقدة التي تحدث في كل لحظة تتطلب قدرة حسابية هائلة تتجاوز حدود التصور.
يبقى السؤال الأهم: ما أهمية هذا النقاش في حياتنا اليومية؟ يرى الفيلسوف العربي المعاصر حسن حنفي أن قيمة هذا النقاش تكمن في دفعنا للتأمل في طبيعة الوجود والواقع. فسواء كنا نعيش في محاكاة أم لا، فإن سعينا المستمر لفهم العالم من حولنا يبقى محركاً أساسياً للتقدم العلمي والفكري.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84598375/h...