في تحليل نشرته صحيفة "هسبريس" المغربية بقلم محمد جواد الكنابي، يتضح أن سقوط نظام بشار الأسد يدق ناقوس الخطر للنظام الجزائري، أحد أبرز حلفائه في المنطقة العربية.
يواجه النظام الجزائري اليوم تحدياً وجودياً مع انهيار حليفه السوري. فدعمه المستمر لما يسمى "جزار دمشق" لم يكن مجرد موقف دبلوماسي، بل تجسيداً لرؤية سلطوية مشتركة تتجاهل مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
عندما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في 2011، اختارت الجزائر الوقوف إلى جانب دمشق، متجاهلة المجازر المروعة. وتجلى هذا الدعم في زيارة عبد القادر مساهل عام 2016، متغاضياً عن مشاهد الدمار في حلب وحمص.
يعكس هذا التحالف خوفاً عميقاً من التغيير الديمقراطي. فمنذ حراك 2019، الذي شهد خروج ملايين الجزائريين مطالبين بإنهاء الهيمنة العسكرية، يرى النظام في أي مطلب ديمقراطي تهديداً لوجوده.
يستخدم النظام الجزائري، على غرار نظيره السوري، شعارات محاربة الإرهاب لتبرير قمعه الداخلي وتحالفاته مع الأنظمة المستبدة. لكن هذا الخطاب لم يعد يقنع أحداً، فالعدو الحقيقي ليس الإرهاب المزعوم، بل تطلعات الشعب نحو الحرية والعدالة.
إن سقوط البعث السوري يمثل نهاية حقبة من الأيديولوجيا القومية الاستبدادية التي طالما استخدمها النظام الجزائري كدرع سياسي. فالتشابه بين النظامين لافت: اقتصاد متعثر، هيمنة عسكرية، وتحالفات دولية متقلبة.
Source : https://aljanoubiya.articlophile.com/articles/i/84...