في خضم الصراع السوري المعقد، برز أبو محمد الجولاني كشخصية محورية تثير الكثير من التساؤلات في المشهد السياسي والعسكري. نشأ الجولاني في أسرة دمشقية ذات خلفية قومية عربية، ليتحول مسار حياته بشكل دراماتيكي في سنوات مراهقته المبكرة.
تشكلت شخصية الجولاني العسكرية عبر مراحل متعددة، بدءاً من انخراطه في النشاط المسلح عام 2003، مروراً بفترة اعتقال استمرت خمس سنوات في السجون الأمريكية بالعراق. وفي تحول لافت، أعلن لاحقاً انفصاله عن الأيديولوجيات المتطرفة، متخذاً موقفاً يصفه مراقبون بأنه أكثر اعتدالاً.
يقود الجولاني حالياً "هيئة تحرير الشام"، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال غرب سوريا، بما فيها مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية. وعلى الرغم من محاولاته تقديم نفسه كقائد معتدل، تصنفه الولايات المتحدة والدول الغربية كشخصية إرهابية، مخصصة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تقود إلى اعتقاله.
في حلب، المدينة المعروفة بتنوعها الثقافي والديني، أصدر الجولاني توجيهات لقواته بمعاملة السكان برفق. لكن باحثين مثل فابريس بالانش يشككون في مصداقية هذا التحول، معتبرين أن الأمر قد لا يتجاوز كونه تكتيكاً سياسياً.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84811747/k...