يحل في 17 ديسمبر 2024 الذكرى 751 لوفاة جلال الدين الرومي، الشخصية البارزة في التصوف الإسلامي. وفي مدينة قونيا التركية، يجتمع آلاف المريدين والزوار لإحياء هذه المناسبة في احتفال فريد يُعرف باسم "العرس الروحاني".
"في الموت حياة، وفي الفناء بقاء" - جلال الدين الرومي
أصبح ضريح الرومي في قونيا، في قلب الأناضول، مزاراً روحياً رئيسياً على مر العصور. يضم هذا الدرگاه التابع للطريقة المولوية ضريح المعلم الصوفي، المميز بعمامته الخضراء، إلى جانب ضريحي والده وأقرب تلاميذه.
تمتد الاحتفالات، المعروفة باسم العُرس، تقليدياً من 7 إلى 17 ديسمبر. وتُعتبر ذكرى وفاته ذروة هذه الاحتفالات، حيث لا تُعاش كمأتم، بل كاتحاد روحاني بين الولي والخالق.
يقدم الاحتفال الرئيسي عروض المولوية الشهيرة بلباسهم الرمزي العميق: السِكّة، وهي قبعة مخروطية ترمز إلى شاهد القبر؛ والخِرقة، العباءة السوداء التي ترمز إلى القبر؛ والتنّورة البيضاء التي تجسد النقاء الإلهي. هذا الرقص الدوراني المقدس، الذي صنفته اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي منذ 2008، يرفع فيه الدراويش أيديهم اليمنى نحو السماء لتلقي البركة الإلهية، بينما توجه أيديهم اليسرى نحو الأرض لنقل هذه البركة للبشرية.
ورغم حظر الطرق الصوفية من قبل أتاتورك عام 1925، حافظت الطريقة المولوية على وجودها في قونيا. واليوم، يقود الطريقة فاروق همدم چلبي، سليل الجيل الثاني والعشرين من نسل الرومي، حيث تجذب الطريقة زواراً من جميع أنحاء العالم، متجاوزة الحدود الدينية والثقافية.
Source : https://soubha.articlophile.com/arabic/i/85004861/...