9 Décembre 2024 | مدونة المَقالاتيّ

سقوط الأسد: فجر جديد يبزغ في الشرق الأوسط



كتب أنطوني سمراني في جريدة "الأوريون لو جور" اللبنانية: في لحظة تاريخية غير متوقعة، سقط أحد أكثر الأنظمة دموية في العالم دون إراقة دماء. نظام قتل مئات الآلاف وأخفى عشرات الآلاف، واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وأحرق بلده وباعها للحفاظ على سلطته.



في منطقة لم تعرف سوى العنف لعقود، حيث المجازر تتبع المجازر، والشعوب تقمع وتهجر وتعذب، يأتي سقوط نظام الأسد ليشكل منعطفاً تاريخياً. فجأة، ينبثق الأمل من حيث لم نكن نتوقعه.

جماعة هيئة تحرير الشام، رغم تحولها التكتيكي ومظهرها الخارجي، تظل جماعة جهادية أصولية. زعيمها أبو محمد الجولاني يظهر حتى الآن ذكاءً سياسياً في السيطرة على السلطة، لكن لا يجب أن نكون ساذجين بشأن نواياه الحقيقية وطبيعة حركته.

التحديات عديدة: كيف نتجنب حمام دم بين قوات المعارضة وما تبقى من الجيش السوري المتحصن في المعقل العلوي؟ كيف نمنع حرباً أهلية بين الأكراد والثوار؟ ماذا ستفعل القوات الروسية؟ وحزب الله الذي استولى على أحياء كاملة في هذا البلد المجاور؟

لكن اليوم، علينا أن نحتفل بما حدث. تحرير السجناء السوريين، فرحة العائلات التي تستعيد أحباءها المختفين منذ عقود، آمال المعارضين واللاجئين في العودة إلى ديارهم - كلها لحظات تستحق الاحتفال.

المستقبل قد لا يكون وردياً، لكن لا شيء يمكن أن يكون أسوأ مما كان عليه "نظام البربرية". إنه درس لكل المستبدين في الشرق الأوسط وخارجه، ولكل من طبّع علاقاته مع النظام باسم استقرار مزعوم.

سقوط الأسد سيكون له تداعيات في لبنان والعراق، وربما حتى في إيران. المحور الإيراني يتداعى في المنطقة بأكملها. تركيا أردوغان هي المستفيد الأكبر وتقدم نفسها كقوة وحيدة قادرة على تحدي الهيمنة الإسرائيلية المتشكلة في الشرق الأوسط.




Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84830516/s...



Dans la même rubrique :