يمر كل منا بلحظات عصيبة تهز كياننا وتترك أثراً عميقاً في نفوسنا. عندما تضرب المشاعر السلبية بقوة، قد نجد أنفسنا في دوامة من الألم النفسي الذي يصعب الخروج منه. لكن هناك طرقاً علمية وعملية للتعامل مع هذه المشاعر والتعافي منها.
يبدأ التعافي بالعودة إلى اللحظة الحاضرة. عندما تغمرنا المشاعر القوية، قد نشعر بالانفصال عن الواقع. في هذه اللحظات، من الضروري ممارسة "التأريض" - وهي تقنية تساعدنا على البقاء متصلين بالواقع. يمكنك التركيز على تنفسك، ولمس الأسطح المختلفة من حولك، وذكر الأشياء التي تراها بصوت عالٍ. هذه الممارسات البسيطة تساعد في إعادة اتصالك بجسدك وبالواقع المحيط.
من المهم أن ندرك أن أجسامنا تدخل في "وضع البقاء" خلال الأزمات العاطفية. في هذه الفترة، يستهلك جسمك طاقة هائلة لمواجهة الضغط النفسي. لذلك، من الحكمة أن تمنح نفسك الإذن بالتوقف عن القيام بالمهام اليومية الروتينية إذا شعرت أنك لا تملك الطاقة الكافية.
الخطوة التالية هي الإصغاء إلى جسدك. قد تشعر بألم في منطقة المعدة، أو ثقل في الصدر، أو غصة في الحلق - هذه كلها استجابات طبيعية للألم العاطفي. فهم هذه الأحاسيس الجسدية وإدراك مصدرها يسرع من عملية التعافي.
رغم أن العزلة قد تبدو مغرية في أوقات الألم، إلا أن التواصل مع المقربين يظل ضرورياً. قد لا تحتاج إلى التحدث دائماً، فأحياناً مجرد وجود شخص داعم بجانبك يمكن أن يخفف من وطأة الألم. الدعم العاطفي من الأحباء يمكن أن يكون طوق النجاة في أحلك الظروف.
وأخيراً، تذكر دائماً أن الألم النفسي، مهما كانت شدته, مؤقت. فالجسم البشري مصمم للبقاء والتعافي. ومع ذلك، إذا وجدت صعوبة في تجاوز المشاعر المؤلمة، فلا تتردد في طلب المساعدة المهنية من معالج نفسي متخصص. فالعلاج النفسي يمكن أن يساعد في منع ترسخ المشاعر السلبية في اللاوعي ويسهل عملية التعافي.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84598861/a...