12 Décembre 2024 | مدونة الجنوبية

الجزائر وكوبا: تحالف مشبوه في عصر الثورات المتطرفة



في سياق العلاقات الدولية المثيرة للجدل، تبرز العلاقة بين الجزائر وكوبا كمثال صارخ على سياسة خارجية متهورة. فمنذ الستينيات، اختارت الجزائر المستقلة حديثاً التحالف مع الأنظمة الشمولية، متجاهلة مصالحها الإقليمية الحقيقية.



في عام 1960، عندما ألقى فيدل كاسترو خطابه الشهير في الأمم المتحدة دعماً للجزائر، لم يكن ذلك سوى بداية لعلاقة إشكالية ستكلف الجزائر ثمناً باهظاً على المستوى الدبلوماسي. فبدلاً من بناء علاقات متوازنة مع جيرانها المغاربيين والعالم الغربي، اختارت الجزائر الانحياز إلى المعسكر الشيوعي.

وفي خطوة مثيرة للقلق، تحولت الجزائر العاصمة إلى ما يسمى "مكة الثوريين" بين 1962 و1974. هذا اللقب، الذي قد يبدو فخراً لدى البعض، كان في الواقع وصمة عار دبلوماسية، حيث أصبحت الجزائر ملاذاً للمتطرفين والثوريين من جميع أنحاء العالم. كما عبر عنه أميلكار كابرال بقوله: "المسلمون يذهبون إلى مكة، والمسيحيون إلى الفاتيكان، وحركات التحرير إلى الجزائر" - وهي مقارنة تكشف عن الطبيعة الأيديولوجية المتطرفة لهذا التوجه.

وربما كان التجسيد الأكثر إثارة للقلق لهذه السياسة هو الدعم العسكري الكوبي للجزائر خلال أزمة 1963. فبدلاً من السعي لحل دبلوماسي مع المغرب، اختارت الجزائر استيراد الصراع الأيديولوجي للحرب الباردة إلى شمال أفريقيا، مما أدى إلى تعميق الانقسامات الإقليمية التي لا تزال آثارها مستمرة حتى اليوم.



"عندما تختار دولة أصدقاءها من بين أعداء جيرانها، فإنها تحكم على نفسها بعزلة إقليمية طويلة الأمد" - تحليل يلخص بدقة نتائج السياسة الخارجية الجزائرية في تلك الحقبة.



Source : https://aljanoubiya.articlophile.com/articles/i/84...



Dans la même rubrique :