في تحقيق شامل يكشف النقاب عن الهيكل المالي المعقد لحزب الله، تتضح صورة مؤسسة تدير ميزانية سنوية تقارب المليار دولار. وفي خضم الصراع المتصاعد مع إسرائيل، تتكشف تفاصيل جديدة عن مصادر تمويل المنظمة وشبكاتها المالية العالمية، حيث تعتمد المنظمة على دعم إيراني يغطي ما بين 70 إلى 80% من ميزانيتها السنوية. وتشير التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية إلى أن الميزانية السنوية للمنظمة تتراوح بين 700 مليون ومليار دولار.
وقد طور حزب الله على مر السنين شبكة معقدة من الأنشطة المالية لتنويع مصادر دخله، تمتد من مؤسسة قرض الحسن المصرفية إلى تجارة المخدرات في أمريكا اللاتينية وتهريب النفط الإيراني، بالإضافة إلى استخدام العملات المشفرة وجمع التبرعات من المغتربين الشيعة. وتستخدم هذه الأموال في تمويل مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك دفع رواتب حوالي 40,000 عضو وتمويل برامج الرعاية الاجتماعية وشراء الأسلحة والمعدات العسكرية.
وتشكل مؤسسة قرض الحسن، التي تعرضت مؤخراً لضربات إسرائيلية، العمود الفقري للنظام المالي للمنظمة في لبنان، حيث تقدم خدمات مصرفية للمجتمع الشيعي وتدير شبكة واسعة من المؤسسات التعليمية والصحية. ورغم الضغوط الدولية المتزايدة والعقوبات المفروضة على المنظمة، يشكك الخبراء في إمكانية تجفيف مصادر تمويلها بشكل كامل، نظراً لتعقيد شبكاتها المالية وقدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة.
وتبقى قدرة حزب الله على إدارة شبكته المالية المعقدة تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي، خاصة مع استمرار تدفق الأموال عبر قنوات متعددة، من بينها الحقائب النقدية التي تنقل عبر شركة طيران ماهان الإيرانية من طهران ودمشق إلى بيروت. ويؤكد المحللون أن المنظمة تمتلك القدرة على التكيف مع الضغوط المالية، مستشهدين بتجربتها بعد حرب 2006، حيث تمكنت من إعادة بناء شبكتها المالية بسرعة.
Source : https://www.articlophile.net/articles/i/84556384/a...